من يوم ما خرجت من البيت ده، وكل ليلة بيجيني نفس الكابوس. بشوف نفسي ماشي في الصالة المظلمة، وبطلع السلم ببطء. كل حاجة في البيت باهتة، والريحة الكريهة لسه مالية المكان. كل مرة بوصل قدام نفس الغرفة المقفولة اللي عليها العلامات الغريبة، وبسمع نفس الهمس: 'المكان ده مش ليك!'
بس اللي زاد رعبي، إن بديت أحس بالحاجات دي حتى وأنا صاحي. يوم ما رجعت البيت، لقيت حاجة غريبة مستنياني عند الباب... حجر صغير، نفس الشكل اللي شوفته مرسوم على باب الغرفة المقفولة. حاولت أقول لنفسي إن ده مجرد صدفة، بس الموضوع مكنش بيقف هنا.
أوقات وأنا في غرفتي بالليل، بحس إن في حد واقف بيبص عليا من الشباك، وأحيانًا صوت الهمس بيرجع يرن في ودني كأنه بيحاول يوصل لي رسالة. مرة سمعت صوت الخبطات من تاني، وكأن البيت القديم بيدور عليا.
وبدأت الحاجات تزيد. لقيت حاجات غريبة في البيت، حاجات كنت بشوفها في المكان المهجور، زي صورة قديمة لأشخاص وجوههم مش واضحة، كانت محطوطة جنب سريري لما صحيت. أنا كنت لوحدي في البيت وقتها، ومحدش يقدر يجيب الحاجات دي هنا.
الموضوع بدأ يبقى أخطر، وفي ليلة كنت سامع صوت خطوات جاية من برا غرفتي، خطوات تقيلة، كأن في حد واقف قدام بابي ومستني يدخل... وبصيت تحت الباب لقيت ظل واقف من غير ما يتحرك.
"وأنا قاعد في السرير، وقلبي بيدق بسرعة مش طبيعية، قررت أقوم وأفتح الباب. كنت لازم أعرف مين اللي واقف برا. قربت بهدوء ومديت إيدي على المقبض وأنا مرعوب... فتحت الباب ببطء، وملقتش حد!
لكن الصدمة الحقيقية كانت لما لفيت راجع على الأوضة، لقيت نفس الباب القديم اللي شوفته في البيت المهجور... الباب اللي عليه العلامات الغريبة. مكنتش فاهم إزاي وصل عندي هنا! ولقيت نفسي مجبر إني أفتحه. مددت إيدي ببطء، وفي اللحظة اللي لفيت فيها المقبض، سمعت صوت الهمس من تاني، بس المرة دي كان أقرب، وبيقول لي بصوت واضح: 'أنت اللي جبت نفسك لحد هنا، ومفيش رجوع!'
الباب فتح لوحده، وقبل ما أقدر أهرب، لقيتني جوا نفس الغرفة اللي كنت خايف منها. الحيطان كانت مليانة صور قديمة لأشخاص، وكانوا كلهم باصين لي بنظرات باردة. حسيت برجلي مش قادرة تتحرك، وكأن في حاجة ماسكاني. وفي وسط الظلام، شفت ظل بيقرب مني بهدوء، وبصوت خافت، قال لي: 'دلوقتي بقيت واحد مننا... ومش هتخرج أبداً.'
وفي اللحظة دي، صحيت من النوم مفزوع، وكنت فاكر إن ده مجرد كابوس. لكن لما بصيت على الكومودينو جنب السرير، لقيت نفس الصورة القديمة، والصوت ما زال بيرن في ودني: 'المكان ده مش ليك... بس انت اللي اخترت تيجي!'
من يومها وأنا عايش مع الرعب ده، ومفيش ليلة بتمر من غير ما أشوف البيت المهجور، كأنه بيدور عليا وبيستنا اليوم اللي أرجع فيه... لكن المرة دي مش هخرج أبداً.
شكرا لوصلك لهذة النقطة