التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الجزء التاني من قصة البيت المرعب

 



من يوم ما خرجت من البيت ده، وكل ليلة بيجيني نفس الكابوس. بشوف نفسي ماشي في الصالة المظلمة، وبطلع السلم ببطء. كل حاجة في البيت باهتة، والريحة الكريهة لسه مالية المكان. كل مرة بوصل قدام نفس الغرفة المقفولة اللي عليها العلامات الغريبة، وبسمع نفس الهمس: 'المكان ده مش ليك!'

بس اللي زاد رعبي، إن بديت أحس بالحاجات دي حتى وأنا صاحي. يوم ما رجعت البيت، لقيت حاجة غريبة مستنياني عند الباب... حجر صغير، نفس الشكل اللي شوفته مرسوم على باب الغرفة المقفولة. حاولت أقول لنفسي إن ده مجرد صدفة، بس الموضوع مكنش بيقف هنا.

أوقات وأنا في غرفتي بالليل، بحس إن في حد واقف بيبص عليا من الشباك، وأحيانًا صوت الهمس بيرجع يرن في ودني كأنه بيحاول يوصل لي رسالة. مرة سمعت صوت الخبطات من تاني، وكأن البيت القديم بيدور عليا.

وبدأت الحاجات تزيد. لقيت حاجات غريبة في البيت، حاجات كنت بشوفها في المكان المهجور، زي صورة قديمة لأشخاص وجوههم مش واضحة، كانت محطوطة جنب سريري لما صحيت. أنا كنت لوحدي في البيت وقتها، ومحدش يقدر يجيب الحاجات دي هنا.

الموضوع بدأ يبقى أخطر، وفي ليلة كنت سامع صوت خطوات جاية من برا غرفتي، خطوات تقيلة، كأن في حد واقف قدام بابي ومستني يدخل... وبصيت تحت الباب لقيت ظل واقف من غير ما يتحرك.



"وأنا قاعد في السرير، وقلبي بيدق بسرعة مش طبيعية، قررت أقوم وأفتح الباب. كنت لازم أعرف مين اللي واقف برا. قربت بهدوء ومديت إيدي على المقبض وأنا مرعوب... فتحت الباب ببطء، وملقتش حد!

لكن الصدمة الحقيقية كانت لما لفيت راجع على الأوضة، لقيت نفس الباب القديم اللي شوفته في البيت المهجور... الباب اللي عليه العلامات الغريبة. مكنتش فاهم إزاي وصل عندي هنا! ولقيت نفسي مجبر إني أفتحه. مددت إيدي ببطء، وفي اللحظة اللي لفيت فيها المقبض، سمعت صوت الهمس من تاني، بس المرة دي كان أقرب، وبيقول لي بصوت واضح: 'أنت اللي جبت نفسك لحد هنا، ومفيش رجوع!'

الباب فتح لوحده، وقبل ما أقدر أهرب، لقيتني جوا نفس الغرفة اللي كنت خايف منها. الحيطان كانت مليانة صور قديمة لأشخاص، وكانوا كلهم باصين لي بنظرات باردة. حسيت برجلي مش قادرة تتحرك، وكأن في حاجة ماسكاني. وفي وسط الظلام، شفت ظل بيقرب مني بهدوء، وبصوت خافت، قال لي: 'دلوقتي بقيت واحد مننا... ومش هتخرج أبداً.'

وفي اللحظة دي، صحيت من النوم مفزوع، وكنت فاكر إن ده مجرد كابوس. لكن لما بصيت على الكومودينو جنب السرير، لقيت نفس الصورة القديمة، والصوت ما زال بيرن في ودني: 'المكان ده مش ليك... بس انت اللي اخترت تيجي!'

من يومها وأنا عايش مع الرعب ده، ومفيش ليلة بتمر من غير ما أشوف البيت المهجور، كأنه بيدور عليا وبيستنا اليوم اللي أرجع فيه... لكن المرة دي مش هخرج أبداً.

شكرا لوصلك لهذة النقطة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجزء الثاني

  "فضلت واقف قدام البيت القديم دا، مش قادر أتحرك، كأن في حاجة بتجذبني ليه. المكان كان مظلم بشكل يخليك تحس إن الدنيا كلها توقفت، والدنيا حواليّ بقت ساكتة تمامًا، حتى صوت العربيات اللي كنت سامعه من بعيد اختفى، وكأن الشارع كله وقف معايا. كان قدامي اختيارين: إني أكمّل طريقي وأتجاهل الباب اللي فتح لوحده، أو إني أستجيب لفضولي اللي بدأ يغلبني ويدخلني في الدوامة دي. خطيت أول خطوة ناحية الباب، وحسّيت برجلي بتتقل أكتر وأكتر. وأنا بقرب، ريحة قديمة وغريبة بدأت تملى المكان، ريحة كأنها بتاعة خشب محروق مختلط بتراب قديم جدًا. وأنا داخل، الباب ورايا قفل بقوة! صوت القفل كان عالي لدرجة إني حسّيت بكأن حد بيأمن عليّ من ورايا، وابتدت الدقات تزيد في قلبي. البيت من جوه كان مظلم، لكن فيه نور ضعيف جاي من تحت السلم اللي في آخر الصالة. كل خطوة كنت باخدها كنت سامع صوت خشب بيزيق تحت رجلي. وأنا ماشي، سمعت صوت همسات جاي من بعيد، همسات مش مفهومة، لكن فيها نبرة كأنها نداء أو تحذير. كل خطوة كنت بقرب بيها للسلم، كان الإحساس بالضيق بيزيد، لكن الفضول شدني أكتر وأكتر. وأنا ماشي ناحية السلم، فجأة لمحت حركة سريعة في المر...

الجزء الثاني من قصة ليلي

  "قضيت الليلة كلها وأنا مش قادرة أنام، مخي مليان أسئلة وشكوك. مين الراجل ده؟ وليه بيظهر ويختفي كده؟ والظرف اللي لقيته ده.. ’استني‘! استني إيه ومين؟ تاني يوم الصبح، قررت أعمل نفسي مش شايفة حاجة، ورحت المحل زي ما بعمل كل يوم، لكن قلبي كان مليان قلق. طول اليوم وأنا ببص حواليّا، حاسة إني مترقبة. في نفس اليوم ده، قبل ما أقفل المحل بشوية، ظهر الراجل الغريب تاني، لكن المرة دي ما اكتفاش إنه يقف بعيد.. قرب لحد ما وقف قدامي مباشرةً. بصيت له بترقب، لكن كان عندي نوع من الفضول إني أعرف هو مين وعايز إيه. أول ما وصلني، اتكلم بصوت هادي وقال: ’أنا محتاج أتكلم معاكي يا مدام ليلى، الموضوع مهم وضروري إنك تعرفيه.‘ الكلام كان غريب وملخبط، بس لسبب ما حسيت إني لازم أسمعه. أخدني على جنب، وبدأ يحكي لي عن حاجات من الماضي، حاجات أنا مكنتش فاكرة عنها حاجة خالص. اكتشفت إنه كان صديق قديم لأبويا الله يرحمه، وجاي يوصلني حاجة تخصه. أول ما قال الكلمتين دول، حسيت قلبي اتقبض، لأني فاكرة أبويا كان دايمًا يخبي حاجة عننا ويقول ’يوم ما تمشي يا ليلى هتعرفي كل حاجة‘. الراجل ده طلع معاه صندوق صغير، قال لي أبويا سابهولي أما...