التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الجزء التاني

 



"فضلت واقف قدام البيت القديم دا، مش قادر أتحرك، كأن في حاجة بتجذبني ليه. المكان كان مظلم بشكل يخليك تحس إن الدنيا كلها توقفت، والدنيا حواليّ بقت ساكتة تمامًا، حتى صوت العربيات اللي كنت سامعه من بعيد اختفى، وكأن الشارع كله وقف معايا. كان قدامي اختيارين: إني أكمّل طريقي وأتجاهل الباب اللي فتح لوحده، أو إني أستجيب لفضولي اللي بدأ يغلبني ويدخلني في الدوامة دي.


خطيت أول خطوة ناحية الباب، وحسّيت برجلي بتتقل أكتر وأكتر. وأنا بقرب، ريحة قديمة وغريبة بدأت تملى المكان، ريحة كأنها بتاعة خشب محروق مختلط بتراب قديم جدًا. وأنا داخل، الباب ورايا قفل بقوة! صوت القفل كان عالي لدرجة إني حسّيت بكأن حد بيأمن عليّ من ورايا، وابتدت الدقات تزيد في قلبي.


البيت من جوه كان مظلم، لكن فيه نور ضعيف جاي من تحت السلم اللي في آخر الصالة. كل خطوة كنت باخدها كنت سامع صوت خشب بيزيق تحت رجلي. وأنا ماشي، سمعت صوت همسات جاي من بعيد، همسات مش مفهومة، لكن فيها نبرة كأنها نداء أو تحذير. كل خطوة كنت بقرب بيها للسلم، كان الإحساس بالضيق بيزيد، لكن الفضول شدني أكتر وأكتر.


وأنا ماشي ناحية السلم، فجأة لمحت حركة سريعة في المراية اللي على الحيطة اليمين. بُصيت بسرعة، لقيت شكل غريب، زي ظل شخص واقف وبيبص عليا، لكن لما ركّزت تاني، ملقتش حاجة! كان فيه احساس ان البيت دا مش مجرد مكان مهجور، كأن فيه حاجات بتتحرك حواليك، بس انت مش شايفها.


كملت لحد ما وصلت للسلم، والهمسات بقت أقرب، أكيد الصوت كان جاي من الدور اللي فوق. وانا طالع على السلم، كل درجة كنت باخدها كنت سامع صوت كأنه بيقرب أكتر. فجأة، حسيت بيد باردة جدًا لمست إيدي! بصيت بسرعة ورايا، بس ملقتش حد، وفجأة النور اللي جاي من تحت السلم اختفى تمامًا، وبقيت في ظلام تام.


وقتها حسّيت بخوف مش طبيعي، كنت حاسس إن فيه حاجة عايزة توصلني للمرحلة دي، حاجة مش واضحة، حاجة مستخبية في الظلام، مستنّياني أكمل طريقي عشان تظهر. لكن قبل ما أتحرك، سمعت صوت خطوات جاية من الدور اللي فوق، خطوات بطيئة وقوية، بتقرب كل لحظة.


صوت الخطوات كان بيملى المكان بشكل مخيف، وأنا بدأت أحس إن الهروب هو الخيار الوحيد. بس قبل ما أنزل، سمعت صوت همسة قريبة أوي من وداني بتقول: 'أنت هنا عشان تفضل للأبد…' صوتها كان منخفض، لكنه كان واضح، كأنه بيحفر في دماغي.


---


"بعد ما سمعت الصوت بيقول 'أنت هنا عشان تفضل للأبد'، جسمي كله اتجمّد، وفضلت واقف مكانّي مش قادر أتحرك، كأن في حاجة مسكني أو كأن الأرض نفسها بتشدني لتحت. حاولت أصرخ، لكن صوتي ماطلعش، كأن في شيء خنقني ومنعني حتى من التنفس.


فجأة، حسّيت بحاجة بتلمس كتفي من ورا، ودي كانت اللحظة اللي قلبي فعلاً وقع فيها. ببطء شديد، لفّيت وشي عشان أشوف إيه اللي ورايا، ولقيت قدامي وجه شخص ملامحه مش واضحة، لكن عنيه كانوا سود بالكامل، نظرة ميتة وبرود مخيف. حاولت أبعد، لكن رجلي مترابطة كأني مقيّد في الأرض.


الشخص دا ابتدى يبتسم ابتسامة غريبة ومرعبة، وقال بصوت منخفض: 'أنت وصلت للبيت اللي بيرحب بكل اللي ملهوش مكان، كل اللي بيهربوا من خوفهم، هنا مكانك.' ومن غير مقدمات، اختفى الشخص فجأة كأنه ماكانش موجود.


جمعت كل شجاعتي وقررت أجري بسرعة ناحية الباب عشان أخرج من المكان، بس وأنا بحاول أفتح الباب، لقيته مقفول بقوة ومش راضي يفتح. صوت الهمسات اللي سمعتها في البداية بدأ يرجع، لكن المرة دي كانوا بيقولوا حاجات مش مفهومة، صوتهم كان عالي وكأنه بيملأ المكان كله، شعرت بدوخة وضغط على صدري.


وأنا بحاول أفتح الباب، حسّيت فجأة بالأرض بتتهز تحتي، وكأن المكان كله بينهار. الباب اتفتح في لحظة، وأنا خرجت أجري برة بأقصى سرعة، ولما طلعت برا، لفيت أبص ورايا لقيت البيت اختفى تمامًا، مكنش فيه غير أرض فاضية ومظلمة، كأنه عمره ما كان موجود.


من يومها، وأنا بحس إن البيت دا لسه بيطاردني، كل ليلة في نفس الوقت اللي دخلت فيه البيت، بحس إني سامع نفس الهمسات حواليا، وكأني لسه جواه... وأوقات كتير بحس بلمسة باردة على كتفي، كأن الشخص دا لسه بيراقبني، مستنيني أرجع البيت… البيت اللي مش ممكن أنساه مهما حاولت."

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجزء الثاني

  "فضلت واقف قدام البيت القديم دا، مش قادر أتحرك، كأن في حاجة بتجذبني ليه. المكان كان مظلم بشكل يخليك تحس إن الدنيا كلها توقفت، والدنيا حواليّ بقت ساكتة تمامًا، حتى صوت العربيات اللي كنت سامعه من بعيد اختفى، وكأن الشارع كله وقف معايا. كان قدامي اختيارين: إني أكمّل طريقي وأتجاهل الباب اللي فتح لوحده، أو إني أستجيب لفضولي اللي بدأ يغلبني ويدخلني في الدوامة دي. خطيت أول خطوة ناحية الباب، وحسّيت برجلي بتتقل أكتر وأكتر. وأنا بقرب، ريحة قديمة وغريبة بدأت تملى المكان، ريحة كأنها بتاعة خشب محروق مختلط بتراب قديم جدًا. وأنا داخل، الباب ورايا قفل بقوة! صوت القفل كان عالي لدرجة إني حسّيت بكأن حد بيأمن عليّ من ورايا، وابتدت الدقات تزيد في قلبي. البيت من جوه كان مظلم، لكن فيه نور ضعيف جاي من تحت السلم اللي في آخر الصالة. كل خطوة كنت باخدها كنت سامع صوت خشب بيزيق تحت رجلي. وأنا ماشي، سمعت صوت همسات جاي من بعيد، همسات مش مفهومة، لكن فيها نبرة كأنها نداء أو تحذير. كل خطوة كنت بقرب بيها للسلم، كان الإحساس بالضيق بيزيد، لكن الفضول شدني أكتر وأكتر. وأنا ماشي ناحية السلم، فجأة لمحت حركة سريعة في المر...

الجزء التاني من قصة البيت المرعب

  من يوم ما خرجت من البيت ده، وكل ليلة بيجيني نفس الكابوس. بشوف نفسي ماشي في الصالة المظلمة، وبطلع السلم ببطء. كل حاجة في البيت باهتة، والريحة الكريهة لسه مالية المكان. كل مرة بوصل قدام نفس الغرفة المقفولة اللي عليها العلامات الغريبة، وبسمع نفس الهمس: 'المكان ده مش ليك!' بس اللي زاد رعبي، إن بديت أحس بالحاجات دي حتى وأنا صاحي. يوم ما رجعت البيت، لقيت حاجة غريبة مستنياني عند الباب... حجر صغير، نفس الشكل اللي شوفته مرسوم على باب الغرفة المقفولة. حاولت أقول لنفسي إن ده مجرد صدفة، بس الموضوع مكنش بيقف هنا. أوقات وأنا في غرفتي بالليل، بحس إن في حد واقف بيبص عليا من الشباك، وأحيانًا صوت الهمس بيرجع يرن في ودني كأنه بيحاول يوصل لي رسالة. مرة سمعت صوت الخبطات من تاني، وكأن البيت القديم بيدور عليا. وبدأت الحاجات تزيد. لقيت حاجات غريبة في البيت، حاجات كنت بشوفها في المكان المهجور، زي صورة قديمة لأشخاص وجوههم مش واضحة، كانت محطوطة جنب سريري لما صحيت. أنا كنت لوحدي في البيت وقتها، ومحدش يقدر يجيب الحاجات دي هنا. الموضوع بدأ يبقى أخطر، وفي ليلة كنت سامع صوت خطوات جاية من برا غرفتي، خطوات تق...

الجزء الثاني من قصة ليلي

  "قضيت الليلة كلها وأنا مش قادرة أنام، مخي مليان أسئلة وشكوك. مين الراجل ده؟ وليه بيظهر ويختفي كده؟ والظرف اللي لقيته ده.. ’استني‘! استني إيه ومين؟ تاني يوم الصبح، قررت أعمل نفسي مش شايفة حاجة، ورحت المحل زي ما بعمل كل يوم، لكن قلبي كان مليان قلق. طول اليوم وأنا ببص حواليّا، حاسة إني مترقبة. في نفس اليوم ده، قبل ما أقفل المحل بشوية، ظهر الراجل الغريب تاني، لكن المرة دي ما اكتفاش إنه يقف بعيد.. قرب لحد ما وقف قدامي مباشرةً. بصيت له بترقب، لكن كان عندي نوع من الفضول إني أعرف هو مين وعايز إيه. أول ما وصلني، اتكلم بصوت هادي وقال: ’أنا محتاج أتكلم معاكي يا مدام ليلى، الموضوع مهم وضروري إنك تعرفيه.‘ الكلام كان غريب وملخبط، بس لسبب ما حسيت إني لازم أسمعه. أخدني على جنب، وبدأ يحكي لي عن حاجات من الماضي، حاجات أنا مكنتش فاكرة عنها حاجة خالص. اكتشفت إنه كان صديق قديم لأبويا الله يرحمه، وجاي يوصلني حاجة تخصه. أول ما قال الكلمتين دول، حسيت قلبي اتقبض، لأني فاكرة أبويا كان دايمًا يخبي حاجة عننا ويقول ’يوم ما تمشي يا ليلى هتعرفي كل حاجة‘. الراجل ده طلع معاه صندوق صغير، قال لي أبويا سابهولي أما...